Monday, March 14, 2011



قبل أن يضيع كل شيء



لحظة إعلان عمر سليمان تنحي مبارك عن السلطة و أستلام الجيش لها كانت لحظة وقعت علي البعض كالصاعقة ، منهم من يعرف من هو الجيش وما كان دوره الحقيقي في إفساد مصر عبر عقود طويلة ومنهم من خاض بداخله سنوات - مثلي مثلاً كضابط أحتياط - و رأي الجيش و اقعياً.. الفساد داخل الجيش أكثر تركيزاً .. مثلاً لو كان الفساد مدنياً (واحد) فالفساد داخل الجيش ( عشرة ) .. رشاوي و كوسة و محسوبيات عيني عينك ، و قمة ما لا يمكن ان تتخيله من القذارة التي لن يراها المرء في الحياة المدنية .. هذا هو الجيش المصري بأختصار مُخل .. الأمر الذي حدا البعض للتساؤل .. كيف يمكن لهذا الجيش أن يحمي الوطن ؟ . بل كيف أنتصرنا في حرب أكتوبر ؟ .. بركة دُعا الوالدين ؟ ... أم أن السادات قد ألقي بسلاح المهندسين علي الخط و بملايين الجنود علي جبهة سيناء و أُبيد منهم من أُبيد و لكن في النهاية عبرنا و تم نسب النصر لبطل الحرب و السلام و الذي أوصي من بعده بنبي أسمه مُبارك .. الذي خلعناه ؟ .. تذكرون هذا ؟ .. الجيش فاسد و لن يأتي منه سوي الفساد .. أتذكر يوم جمعة الغضب ؟ ، يوم سقوط الداخلية عندما كان الوصول الاول لعربات الجيش مجاورة لعربات الأمن المركزي و تمويلهم بالذخيرة بدلاً من تلك التي أنتهت في صدورنا .. أنتبه البعض لذلك و قام بحرق عدد من مدرعاتهم و كانت تلك اللحظة في نظر الجيش الأعلان النهائي للوقوف في صف الزحف المليوني لشباب لا يخاف الموت ..كلهم جبناء و لا يهابون سوي القوة .. لو كان هناك مخلص وحيد فهو فقط هذا الشعب الذي نزل و اطاح بكبيرهم الذي علمهم الغباء .. لا الجيش و لا غيره منوط به تلك الثقة


الأيام القليلة السابقة ترددت عبارة في اوساط قيادات الجيش اللذين وجدوا نفسهم في خضم مسئولية لم يعهدوها طوال سنوات من النوم في الوحدات و أكل السُحت .. المفروض عليهم أن يتبنوا شرعية ثورية لا يفهمونها و لا يستسيغونها وهم أباطرة التسلط و القمع في أماكن عملهم .. ( بوظتوا البلد يا ولاد الكلب ) .. ( بوظتوا البلد يا ولاد الكلب ! ) ... أنتقلت تلك العبارة للسان العساكر الأصغر مقاماً و هم يقبضون علي الأعداد القليلة التي تظاهرت في التحرير و في أماكن أخري .. اخبار مؤكدة عن أختفاء عدد كبير من المتظاهرين ووجدهم في السجن الحربي العمومي بالهايكستب - و ما أدراكم ما السجن العمومي ! - حيث معتقلات طرة و أبو زعبل هي نوع من النعيم مقارنة ببطش الجيش في تلك

المعتقلات


الجيش يجب أن يغادر السلطة في أقرب وقت ممكن ، عن نفسي بغض النظر عن ترقيع الدستور و عن تعاطفي مع من سيقولون لا للتعديل الدستوري .. أنا سأقول نعم و سأوصي كل من أعرفهم بالتصويت بنعم ... الجيش يجب أن يسلم السلطة للمدنيين في أقرب وقت . يبدو و كأنما كلما طال مقامه كسلطة حاكمة كلما أفسد الثورة .. قبل أن ينتهي كل ما فعلناه طوال أشهر .. طوال سنوات في الواقع .. كان الجميع في نشاط غير عادي و أستعجال جميل و مليون إيفينت في اليوم و عايزين حكومة تكنوقراط و بتاع .. ماذا حدث ؟ .. أطمئن الجميع لبابا جيش بدلاً من بابا مبارك و الأثنان هم عملة واحدة لنفس القذارة ... التصويت بــ لا معناه هو أستمرار الجيش في السلطة لشهور أطول و هو أمر كارثي قد يفقد الثورة أي معني .. المظاهرات ستستمر رغم أنف الجيش .. لكن تعامل سلطة مدنية معها سيختلف بتأكيد عن تعامل بهائم الجيش معها .. الجيش يجب أن يسلم السلطة في أقرب وقت .. قبل أن يضيع كل شيء ..هدفنا الأول كان الوصول لوطن مدني ديموقراطي .. لا يجب أن ننسي هذا ... بعد تسلم سلطة مدنية مقاليد الحكم نستطيع أن نتظاهر بشكل أكثر قوة لأسقاط الدستور المهلهل و صناعة دستور جديد يليق بدولة مدنية ديموقراطية .. نستطيع حتي محاسبة الفاسدين من الشرطة و الجيش بالنظر لهم كهيئات خادمة للوطن و ليس قامعة للحريات .. حتي ان إخراج الجيش مبكراً من لعبة السلطة سينشط مطالبه الفئوية الداخلية و يجعله

أقل فساداً


أسوأ السيناريوهات - من وجهة

نظري - و هو التصويت بــ لا علي الدستور و هو ما سيفتح أستمرار الجيش في ممارسة سلطته القمعية علي التظاهرات ، في هذا الحال يجب ألا ننقسم و يجب أن نوحد مطالبنا بسرعة تعديلات جديدة مؤقتة للدستور ( معظمها نقاشات حول الروح الطائفية للمادة الثانية من الدستور وهو أمر يحتاج ربما لسنوات حتي يستوعب غالبية الناس لماذا نرفضها .. ومتاهات الشعب و الشوري و الرئاسة التي ستستغرق وقت طويل بدورها ، كل هذا لن نستطيع التركيز فيه في وجود بيضة الجيش ) و بعدها يجب أن نرجع لنشاطنا مرة أخري لتنظيم مسيرات مليونية للمطالبة بتسليم الجيش السلطة لهيئة مدنية ..


الأيام السابقة عندما لاحظ الجيش قلة عدد المتظاهرين فأنه قام بأعتقالهم في صورة أبشع من ماضي الداخلية الذي نحتفظ به في ذاكرتنا .. لو كان عدد المحتجين حتي بالآلاف ما جرأوا علي فعل هذا .. لهذا فإن التنظيم الجيد و أعادة التظاهرات المليونية مرة اخري كورقة ضغط عليهم هو الوسيلة المضمونة الوحيدة لدرأ غباءهم .. و لنتذكر أنهم الأجبن .. و ما أشد ما أكره تلك المقولات التعريصية عن أن التظاهرات تؤدي لعدم الأستقرار والفوضي .. ثورتنا تلك تغير وضع تاريخي فاسد و راسخ منذ قرون .. دعونا نكملها .. نخلصها من كافة أشكال الكهانة والقمع .. قبل أن يضيع كل شيء و في أنتظار معركة قادمة مع تجار الدين ، الزمر و الشاطر و بديع و غيرهم .. من اطلق سراحهم الآن ؟ .. هل هذا الوقت المناسب ؟ .. و لماذا ؟ .. هو الجيش أيضا؟


تسليم الجيش السلطة لهيئة مدنية أيّن كان تنظيمها أو صورتها في أقرب وقت ممكن .. قبل أن يضيع كل شيء


19 comments:

علان العلانى said...

اذا كانت الثورة قد قامت بتفكيك الواقع وتكفلت المظاهرات المليونية بتحيد الجيش وتكفل استمرارها بحسم توجه الي الان, السؤال أين موقع السلطة في غياب الجيش وما هي أدواتها؟

تحية وتقدير
وقبل ذلك وبعده

ayman_elgendy said...

في بعض النقاشات التي تميل لتقريب المشاهد التاريخية من بعضها البعض ، قارنوا بين النموذج التركي و النموذج المصري . بأعتبار الجيش هو رمانة الميزان في الحالتين و لكن هل تلك المقاربة تبدو حقيقية ؟ . لا أري هذا .. العلمنة أتت في تركيا من داخل الجيش . هكذا بلا ثورة شعبية .. أما في مصر فيبدو الأمر مختلف تماماً .. هي ثورة شباب . ثورة شعب تراكمت لديه كل أسباب الانتفاضة فحدث ما حدث . من الواضح أنه كان أختيار موفق للصف الثاني من النظام المخلوع . كي يحموا بقاءهم ( أو علي الاقل كي يحموا نفسهم من المحاكمات و المللاحقات ) فأنهم لم يترددوا في تنحية مبارك و تولية الجيش كمؤسسة لديها مخزون ثقة لدي الوعي المصري . هل سيرتك الجيش السلطة ؟ . لا يبدو هذا واضحاً إلا تحت ضغط شديد من الأحتجاجات و التظاهرات المليونية مرة أخري لتسليم سلطته لمجلس رئاسي . و في جميع الأحوال يبدو و كأن هذا المجلس الرئاسي لن يخلو من عضو عسكري ( عشان الجيش ميزعلش ) .. تلك الهيبة لدي الناس من الجيش . هي من ستمنع ربما حدوث مظاهرات مليونية مرة أخري . أنا و غيري سنكرر التوعية و الضغط حول مخاطر العسكر و امانيهم بركوب و عسكرة الثورة . لكن هل سيخرجون بالملايين مثلما حدث لخلع مبارك . لا أعلم . أشك في غياب للجيش عن موقع السلطة . تحت شعار فيها لأخفيها . هل يأتي يوم يكون لرئيس مدني منتخب أن تعلو قامته فوق قامة الجيش ؟ .. أم سيبقي الجيش حاضر دائما في الصورة بصفته ممثل الشعب و الثورة ؟ . لا يمكن الأجابة بقين عن أي من تلك الأسئلة و لكن يبدو أن ملامح الطريق ستتضح في الأيام القادمة

لي عودة أخري

خالص ودّي و تقديري

علان العلانى said...

ترميم

السؤال عن السلطة وأدواتها أليس كذلك؟

ayman_elgendy said...

غيمة تعرج حول الرأس تلك الأيام .. أرجو منك الأسهاب أكثر عن ما يدور برأسك

علان العلانى said...

تعلم عزيزي
أنني وفي السنوات الماضية لم ادعي تقديم إجابات ولكني أعلنت ومنذ البداية محاولات في ترميم وصناعة الأسئلة
فلنكون في دائرة ما "اعتقد معرفته " وتعرف
ونعود إلي السؤال


ما معني أن تفكك الثورة الواقع؟ وما هو هذا الواقع الذي تم تفكيكه؟
حسنا قد يكون الآمر أهون فلسفيا وأعمق سياسيا لو استبدلنا كلمة الواقع بالنظام
ما معني سقوط النظام؟
وألان ماذا تفكك فينا من هذا الواقع من خطابات تستبطنا ونستبطنها ذاتيا؟ هل الثورة كفعل تاريخي لم يقع أثرها إلا على النظام وحصرا؟

هل يكون التخلص من الذات كمرجعية ومن السببية كطريقة فهم وتحليل هو ما يمكن من فك إسار تحليل السلطة
التي تحولت إلى كرة زئبقية تذكرنا بأسطورة الاحتفال الفرعوني الذي خالف العادة واستقرت كرته في كم عمر بن العاص

هناك الانتباه للمتروك ليعرف وبين المعرفة وهنا الانتباه للحيدة وعورة النص وتعلم جيدا أين مرجعيتها أليس كذلك
ففي واقع قامت الثورة بتفكيكه وأصبح في منتهي الخطورة والتعقيد يبدو حضور السلطة بتخطيط وتروى وعقلانية ضرورة قصوى لتحاشى الفوضى والدمار في نفس الآن ولكن على المستوى الفردي الذي يحتاج التلقائية والانجاز تعني خنقا لعبير الثورة الذي حقق من خلاله معنى الوجود وقفز هذه المرة ولم يعبر فقط لوجود جعله يستعيد المعنى الحقيقي للوجود وهنا تكمن السلطة كل السلطة
الحرية لنا ولغــــيرنا ، لنا ولغيرنا ، لنا ولغيرنا، لنا ولغيرنا
على امتداد السنوات الماضية كان هناك تناول لهذا الواقع بين الكتابة والكلام أين موقعه مما يحدث الآن؟
الغيمة منشودة عندما تتجاوز الشمس بحرارتها ما هو كافي للدفء
والثورة كفعل تاريخي كالشمس
والتحديق في فعل الثورة كالتحديق في الشمس
لاتطيقه أو تتحمله العين المجردة

وقد يكون في هذا بعض ما غيب عن مغاني-- ربيع 2011
في حريق الأبجدية
شمس تجيء من الضياء ما يكفي بهجة المتنبي
ويشغله عن نواطير مصر وثعالبها
وقد يكون لعلامة الصورة ما يجدي فتوقيتها يرتبط بتوقيت الناس
وهناك فرق في التوقيت كما تعلم بين زمن الفعل التاريخي وتوقيته وزمن الناس فكل هذه المنبهات
تدور في فلك الأربعة والعشرين ساعة مما يحسبون وتحسب في خاطرك
تحية وسلام
وقبل ذلك وبعده
الاحترام

ayman_elgendy said...
This comment has been removed by the author.
ayman_elgendy said...

بما يوثق الذات بالموضوع في مسار أختبار الذات للسلطة و ما يذكرني براديكالية الحرية عند ادونيس في قوله :

" لن تعرُف حرية ما دامت الدولة موجودة "

هل يمكن فصل الذات الواقعة تحت أختبار السلطة عن الموضوع ( السلطة ) ؟

الثورة في أيام قليلة فككت معني السلطة لجانب كبير من الذوات المشاركة في تجربة الثورة و أغلبهم من الشباب . علي جانب آخر و منذ اليوم الاول كان هناك تصدير لخطاب ( الفوضي ) بوعي أعلامي مصنوع و وعي متشبث بذيل الدولة بصورة أبوية ما أضفي لدالة ( الثورة المضادة ) بعداً أعمق من النظرة التآمرية و كونها ثورة أخري مناهضة للأولي و مكتملة الأركان دائما ما تجد خطاباتها المسبقة و المتجددة بأمتداد الثورة .. هؤلاء من مرتدي النظارات السوداء تفادياً لنور الشمس لن يكفيهم أيضا مجرد الأنزواء و لكنهم و بشكل هسيتيري يلوحون بخطاب ( الفوضي ) و خطاب ( دعم الأستقرار ) و هم يتغافلون عن مفاسد أكبر و أكبر تُظهرها الثورة يوماً بعد يوماً . تلك الحالة من الانتباه ربما هي ما كفلت لها أن تكون ثورة و ليست هوجة

لحين عودة منشودة

خالص ودّي و أحترامي

علان العلانى said...

بين الغياب والحضور تظلل الغيمة وتراوغ المعنى ما يحجب الأثر والأثر لا هو حضور ولا غياب الأثر يتنافى
مع أنماط الزمان التقليدية بما فيه المفهوم الجدلي،أن بنية التأجيل والتأخير تمنعنا من أن نجعل من الزمن مجرد تعقيد وتركيب جدليين للحاضر الحي حاضر الثورة
أقرأ أيمن فأنت لم تقرأ التعليق وكما قلت لك سابقا القراءة فعل خطير و الآن هي تكليف مرعب
القراءة باسم الثورة
المتروك
{مما يستدعى سؤالا عن الواقع نفسه قبل الشروع فى تحليله عما إذا كان الواقع ليس الا وهما يجب تبديده أولا؟ تدوينة متاهات السبيل --http://baynalkitabah.blogspot.com/2006/08/blog-post_17.html
، أين هي الدولة التي تتكلم عنها ؟ أنت تتكلم عن وهم الدولة كما كان يتكلم ادونيس الذي تكلم باسم حداثة الآخرين فجعلت منه أضحوكة أكثر تهريجا وادعاء من أعجوبة القذافي لمن يفعلون القراءة
لا أدري إن كنت قرأت كتابه عن الشيخ الإمام محمد عبد الوهاب! "عورة النص"
وبعد قد تحجب النظارات بعض الضوء ولكنها لن تحجب سطوع الشمس فهو فعل كوني بل أن مكر الثورة كمكر التاريخ جعل من هذه النظارات ذاتها هي العلامة الكاشفة التي تفرز بها شمس الثورة السدنة قبل الشروق وبعده
أما عن السلطة فهي تحتاج " نص" نعمل عليه بين الكتابة والكلام يكون وصلا وشوار وليس حوار
فالثورة لا تحدث شرعيتها فحسب ولكنها تملي مرجعيتها أيضا وتنتخب نصوصها وتفرزها لهذا كان التعليق الأول بعد الغياب هو لماذا هي ثورة كاملة؟ ولم نتشاور حينها! وعفوا كان ينبغي فكما تعلم لا حضور لاية سلطة بيننا سوى فريضة الاحترام كفعل تحسب عن قناعه لها بيننا تاريخ نقوم بحقه بندية فى شرف القلب لا تنتقص
لك التحية والسلام
وقبل ذلك وبعده
الاحترام

علان العلانى said...

توريط
هل يمكن فصل الذات الواقعة تحت أختبار السلطة عن الموضوع ( السلطة ) ؟

حسنا سوف اسقط "تحسب" هنا للأجل خاطرك وفي خاطرك بقراءة محذوفة الهوامش ما بين الأجابة والسؤال

ما يهمنا في هذه المرحلة من التحليل هو بيان الطريقة التي تبدوا فيها عجز الفرضية القمعية والتصور القضائي عن الإحاطة بالآلية الإنتاجية للسلطة وإغفال خصائص تاريخية أساسية، أدى تجاهلها إلى خفض السلطة إلى صورة القانون وهو أمر لا يزال ساريا إلى اليوم في التنظير والتحليل السياسيين، إذ لم "نقطع بعد رأس الملك" أي أننا "لم نغادر- رغم إدعائنا- مواقع تحليل السلطة بمفاهيم "الحق والعنف والقانون واللاشرعية، والإرادة والحرية ن وخاصة الدولة والسيادة" وكل الثنائيات التي تعود بنا إلى إقصاء مواقع الفعل وآليات التجسيد ومادية ممارسة السلطة . إن الفهم القضائي للسلطة يغفل تحولات أساسية طرأت عليها منذ القرن الثامن عشر، إذ لم يدرك الاستعاضة عن القانون بالهدف وعن المنع بالفاعلية التكتيكية، وعن السيادة والشرعية بتحليل حقول مختلفة لعلاقات القوة ومفاعيل الهيمنة ذات القاعدة الرملية، أي المنزاحة، المؤقتة والمتحولة دوما، فالقانون لم يعد هو النموذج والناموس الذي نعود إليه في فهم السلطة بل سيستعاض عنه بالنموذج الاستراتجي وهو النموذج الذي يدرك الطابع الإنتاجي للسلطة وقدرتها الاستثمارية حينما تخترق الأجساد وتنتجها في نفس الآن، وحينما تولد الرغبة وتكون المعرفة وتنتج" الخطاب" ، فتتعدد مفاعيلها وتتنوع ضروب صيغها "الحيوية" بل أن مقبوليتها ذاتها مرتبطة بقوتها الإنتاجية.
أنها لا تؤثر فقط كقوة تقول لا، بل أنها في الواقع تخترق وتنتج أشياء "وتولد متعة" وتكون معرفة وتنتج قولا. يجب أن نعتبرها كشبكة منتجة تمر عبر الجسم الاجتماعي كله، أكثر منها هيئة سلبية وظيفتها القمع
ليست السلطة إذا حدا صرفا، ومنعا كليا وعنفا مستديما، ولو كانت كذلك ما كان يمكن قبولها أو الخضوع الطوعي لها

وهنا فلنعاود التحديق في سؤالك
هل يمكن فصل الذات الواقعة تحت اختبار السلطة عن الموضوع ( السلطة ) ؟

ولنفكر حتى حضور النص بين الكتابة والكلام

ayman_elgendy said...

الدولة مازالت موجودة . هذا ما أراه و أستشهد به بادونيس الذي أحترمه جدا كشاعر له قرآته الكاشفة لواقعنا العربي بغض النظر عن كتاباته التنظيرية . سلطة الجيش ؟ قمع المتظاهرين ؟ . منذ قليل كلام عن قانون لجريم التظاهر ؟ . سلطة حزب الاستقرار المعنوية القمعية . ما زالت الدولة موجودة سيدي . او هذا ما أراه . سطوع شمس الثورة يستدعي دائما عدداً آخذ في الهبوط يوما بعد يوما . قرأت. هل هي ثورة كاملة ؟ . كُنت أتمني هذا . و لكني لا أراه كاملة . ولا أري شيئا في الحياة بالاساس اللغوي للكمال . هل هناك أصلا في الأثر ما يجدر بان يُمسي ثورة كاملة؟ ...

اخي محمد . ولك في الخاطر من مقام الاخوة ما يشهد من ماضينا سوياً

أعتبر تعليقاتك دوما تعليقات كاشفة و أقرأها أكثر من مرة . إن جاءت ردودي بعيداً عن القراءة التي تقارب قناعتك فيبدو إذن وجوب الاعتراف بخلاف في الرؤي بيننا . خاصا بشان تطور معني السلطة لدي خلال الفترة الفائتة . ربما غامت بين أفكاري منهج لا سلطوي . كاره للسلطة
anarchy

أسف جدا لتوريطك في هذا التساؤل

لا أستطيع أن أستسيغ ذلك التحليل للسلطة و الذي يختزل كثيرا بمقاربته بين السلطة و القانون .ولا أري في فعل السلطة ما يمكن ان يُشار إليه بعبارات من نوعية " شبكة منتجة " و يولد متعة " .. و هي بالفعل هيئة سلبية وا أريد أن أستشهد بنماذج من ترشيد السلطة في الحداثة الغربية رغم ذلك ذلك تنم لديهم تيارات مناهضة الحكومات و السلطة . السلطة رغم قمعها قد تقبل - لا لأنها شبكة منتجة - ولكن للسلوك أجتماعي متكرر و شبكة ترمي بعيدا نحو الرضا و الخنوع للسلطة

يبدو أن الغيمة ستدور مجدداً و بأنتظار أنكشافها بينا في أنتظار النص الذي يتقاطع لوفاق فكري بين أختلاف الرؤي

ayman_elgendy said...

في أعتباطبة التاريخ

كنا قد تداخلنا بين الكتابة و الكلام بين الأسئلة ومتاهات السبيل حول النار التي تتحرك تحت الرماد و تستدعي الانتباه لواقع عربي يتحرك

ماذا فعلت تونس بالوطن العربي ؟

تونس التي استوعبت خلال تنوير بورقيبة معني التقدم الذي مهد لنفسية ثورية لدي نظام قمعي . بعد قيامها بأيام . الغيرة من تونس ونحن أول من أستخدم النت لقيادة التغيير و تم تحديد و الشحن المعنوي ليوم الشرطة و حدث الحلم . و أستمر . ونرجو منه الاستمرار ... كانت تونس هي الشرارة

علان العلانى said...

في الخاطر والخواطر

الدولة مازالت موجودة . هذا ما أراه و أستشهد به بادونيس الذي أحترمه جدا كشاعر له قرآته الكاشفة لواقعنا العربي بغض النظر عن كتاباته التنظيرية . سلطة الجيش ؟ قمع المتظاهرين ؟ . منذ قليل كلام عن قانون لجريم التظاهر ؟ . سلطة حزب الاستقرار المعنوية القمعية . ما زالت الدولة موجودة سيدي . او هذا ما أراه . سطوع شمس الثورة يستدعي دائما عدداً آخذ في الهبوط يوما بعد يوما . قرأت. هل هي ثورة كاملة ؟ . كُنت أتمني هذا . و لكني لا أراه كاملة . ولا أري شيئا في الحياة بالاساس اللغوي للكمال . هل هناك أصلا في الأثر ما يجدر بان يُمسي ثورة كاملة؟ ...


ملاحظات ما قبل الحوار
تأسيس
مفهوم الدولة القديم والحديث
ما هو توصيف الكيانات الجيوسياسية التي تكونت بعد اتفاقية سيكس بيكو
هل النظم التي كانت قائمة فى المنطقة حتي بعد 23يوليو نجحت في تكوين وأقامت
دولة المؤسسات
ففي الأساس لم أكن أري قبل الثورة
دولة أصلا

لست وحدك من يحترم ادونيس فهو له جمهور كبير ككاتب من اشهر كتاب المركز وما قلته عنه مؤسس على قاعدة معرفية وله علاقة بديكتاتورية الكتابة وليس مجرد انفعال وان أردت فلنا في ذلك عودة
تفكيكية تتناول ما تشاء من نصوصه

أما عن الجيش المصري ففي أول تدوينه تناولت فيها الثورة المصرية
تحت عنوان أختبار كسر العظم بتاريخ 3/2/2011
كانت سؤال مشروع هل الجيش المصري خائن؟
http://baynalkitabah.blogspot.com/2011/02/blog-post.html
تدوينه ثم اختبار كسر العظم 2
http://baynalkitabah.blogspot.com/2011/02/2.html
ثم تدوينه بنية الثورة المضادة 2
http://baynalkitabah.blogspot.com/2011/02/2_26.html
وفيها أقول بالنص
لقد تساءلت يا نواره سؤال مشروع وهو هل الجيش المصري خائن؟ وإنما الشرعية – هنا- مصدرها الثورة التي تجب ما قبلها بافتراض بديهي هو أننا نعلم كلنا أن مؤسسات مبارك كلها كانت تدار من قبل قوى الهيمنة في العالم على المستوى الإستراتيجي فما الذي يجعل الجيش المصري عصى على إغواء السامري؟
أن الخوف من الجيش المصري والتعامل معه على أساس انه وطني حساب خاطئ فلم تثبت الإحداث ومنذ البكاء الوطني للمشير الأخير للجيش المصري عبد الغني الجمصي في حادثة فض الاشتباك الثاني بعد حرب أكتوبر
انه جيش وطني وفى كل ما حدث بدا الجيش المصري وكأنه دخل حظيرة الهيمنة العالمية ولم يخرج منها حتى الآن , نعم هناك رجال في الجيش المصري كشومان وغيره كثيرين وهناك من هم مثل مبارك داخل الجيش المصري ويجب أن تطهروا الجيش المصري ولن يتطهر إلا عندما تتخلصوا من وهم الجيش وتتعاملوا معه كمؤسسة وعلى الشرفاء في الجيش المصري إن ينقذوا الجيش المصري

إن الثورة كفعل تغيير قامت بتفكيك الواقع ولكنها كفعل تطهير إنما تكون بمدى إيمانكم بها كثورة وهنا كل حدود تفترضوها وهما أو تحسبا سوف تشكل وجه الثورة وكل ما تقدمونه من جسارة سوف يساهم في تحديد مستقبلكم
ومستقبل أولادكم وأحفادكم وقد يهون العمر إلا ساعة وتهون الأرض إلا موضعا
والموضع الآن هو ميدان التحرير وقوى الهيمنة حددت لكم هذا الموضع وسوف تقاتلكم عليه فهل انتم مستعدون؟

ما يحدث فى مصر يرتبط ارتباط جنيني بما يحدث في ليبيا ومصير مبارك يرتبط بمصير القذافى
فاجعلوه مصير الكلب السعران


ملحوظة
هل وثائق ويكي لكس تصدر عن وحى منزل من السماء؟
؟ أنها من أكثر النصوص قابلية للتأويل في العصر الحديث وما يخص الجيش المصري منها من الممكن قراءته قراءات مختلفة ومنها- إن صراع مؤسسة الجيش المصري مع الإدارة الأمريكية كان صراع على إمكانية استمرار مصداقيته وليس خلاف على الأهداف وهو خلاف لا يفسد للود مصلحة إن قوة الجيش المصري إنما هي في وهم ثقتكم بيه لا تثقوا إلا في ثورتكم فهى المقدس الوحيد فى هذا العالم الآن ولهذا فالدماء ترخص لها وبمقدار بعد اي مؤسسة عن بدا هات الثورة او قربها من هذه البد هات تكون مصدقيها لا استثناء في ذلك لحزب أو جماعة أو حتى جروب
إما عن الثورة المضادة فإياكم وشلل التحليل

علان العلانى said...

في الخاطر والخواطر2

وانتبهوا لخدعة عمر بن العاص برفع المصاحف على اسنة الرماح فإذا كان كتاب الله تم استخدامه كخدعة فهل تستعصى الديمقراطية فهناك من يستخدموا الديمقراطية ككلمة حق أرادوا بها باطل فمن يدافع عن النظام السابق انما يدافع عن الديكتاتورية ولا حل وسط فى الثورة

ومقدار ما يحمل الإنسان من كرامة هو نفسه قدر ما يستطيع أن يقدمه من كفاح

لابد أن يتخلص الجيش من أوهامه وهمليتيته فهى لا تليق ( برجال) اقسموا أن يدافعوا عن الشعب المصري أن يضربوا شبابه الثورين فلا شرعية إلا للثورة
ولتعلموا ان من تخادعتم له ونال منكم مأربه فقد خدعكم
أن الشعب المصري قادر علي تمويل جيشه بما يريد ويرضي وقادر أيضا على حمايته إن أراد الجيش المصري ذلك وحسم أمره
ثم تناولت قي تدوينة تحت عنوان نصوص تبحث عن أزمنتها
http://baynalkitabah.blogspot.com/2011/03/blog-post_08.html

الجيش المصرى ايضا مناقشا مقال لبلال فضل بعنوان الجيش هو الهدف القادم لأذناب مبارك
http://www.almasryalyoum.com/node/342988

واعتقد ان كنت تتابع او تقرأ ما كتبت كما اتابع وأقرأ ما تكتب لم نكن في حاجة لمناقشة بداهات

أما قولك ولا أري شيئا في الحياة بالاساس اللغوي للكمال
فسوف اضع لك لنك لحوار بيننا يوضح مصدر تلك الرؤية يا أيمن
أن اردت
ولست انا من قال بأنها ثورة كاملة للأمانة أنما القائل هو محمد حسنين هيكل
وهذا ما أره وأعتقد انها اهم ثورة حدثت في تاريخ العالم بل واعتقد انها ستغير العالم
---------------------
اخي محمد . ولك في الخاطر من مقام الاخوة ما يشهد من ماضينا سوياً

أعتبر تعليقاتك دوما تعليقات كاشفة و أقرأها أكثر من مرة . إن جاءت ردودي بعيداً عن القراءة التي تقارب قناعتك فيبدو إذن وجوب الاعتراف بخلاف في الرؤي بيننا . خاصا بشان تطور معني السلطة لدي خلال الفترة الفائتة . ربما غامت بين أفكاري منهج لا سلطوي . كاره للسلطة
anarchy

لاتحتاج مع علان يا أيمن لاسم أخر
وتعرف أن الخلاف والأخت لاف هو الرباط الحقيقي لبنية الحوار بيننا وهذا ما يجعل له معني بالأساس
أما عن السلطة
فكما قلت لك هناك تدوينه قادمة سوف نتحاور فيها وسترى فيها بجلاء ما هو موضع اللذة اخي العزيز

تحية وتقدير
وقبل ذلك وبعده
الاحترام

علان العلانى said...

على هواش النقاش القادم
ملحوظة على القرارات الأخيرة بحذر التظاهر

علان العلانى said...
لماذا يريدون سحب الجماهير من الشارع؟

فى بحثه المبادئ الأولى للحكومة وجد هيوم أنه ما من شىء أكثر غرابة من أن نرى السهولة واليسر اللذين بهما تحكم الكثرة من القلة وان نلاحظ الخضوع الضمنى الذى به يسهل الناس قياد عواطفهم ومشاعرهم للذين يحكمونهم...وعندما نسأل بأية وسيلة تحصل هذه الأعجوبة نجد أن القوة هي دائما إلى جانب المحكومين، وان الحاكمين لا شيء يسندهم سوى الرأي...ولهذا،فإنه على الرأي وحده تقام الحكومة، وهذا المبدأ الأساسى إنما يسري على أشد الحكومات استبدادا وعلى أكثر الحكومات عسكرية، كما يسري على أكثرها حرية وأوسعها شعبية


أنهم يريدون ان يطوقوا رأي الشعب ، يريدون أن يغيبوا هذا المشهد العالمي للأرادة الشعب المصرى وصلابته

ولكن لماذا؟ وكيف؟

يقول نعوم شومسكي فى كتابة إعاقة الديمقراطية

أن القمع القانوني لا يكون كافبا فى بعض الاحيان، فالعدو الشعبى أقوى مما ينبغي. لابد ان تقرع نواقيس الخطر إذا هدد هذا العدو السيطرة التي تهيمن بها على النظام السياسى نخبة رجال الأعمال وأصحاب الأراضي والعناصر العسكرية التي تقدم إلى المصالح الأمريكية الاحترام الائق بها



إن شكليات إرهاب الدولة التي وضعتها الولايات المتحدة لعملائها تتضمن عادة إيمائة في الأقل نحو _كسب القلوب والعقول-
فمهما تكن قوة الجيش والشرطة السرية الموجودة فى كل مكان، التي هى تحت تصرف مثل هذه الحكومة، فأن من السذاجة الاعتقادأن هذه الأدوات الخاصة بالقمع المادي يمكن أن تكون كافية
لا يمكن مثل هذه الحكومة أن تبقى في السلطة إلا إذا نجحت فى جعل الناس يعتقدون أنها تقوم بعمل اجتماعي مهم لايمكن القيام به من دونها

وإذا امكن تبرير هذا بالوعود بالأستقرار والوفرة والامان _وبالتلويح_ وهذا أهم كثيرا بخطر عدوان عسكري من خارج الحدود، فإن الحكومة الدكتاتورية ستجد سلطتها قائمة دون منازع

أن الجماهير هي وقود الثورة وحضورها هو حضور الثورة وتألقها هو تألق الثورة

Thu Feb 17, 12:19:00 AM 2011

Unknown said...

بعد التحية ..
تم اضافة مدونتكم الى ـ مدونون بلا قيود ـ
وسوف ننشر مواجز وروابط لكل تدويناتكم خلال نصف ساعة من نشركم لها
لمزيد من التفاصيل http://modawenon.tumblr.com/icq
ولكم فائق الحرية والاحترام

العاب said...

nice blog

العاب فلاش said...

well done

ميمى said...

شكراً على المدونة الرائعة والمتألقة دائماً
ودائماً في تقدم وازدهار باذن الله
مشكووووووووووووووووووووور

Anonymous said...

رائع………….نقلتنا الى هناك بغير سفر…………جزاك الله خيرا………رافقتك السلامة وأدام الله عليك فضله.