Thursday, October 26, 2006
dogmatism
الدوجماتية : الاعتقاد الجازم واليقين المطلق دون الاستناد إلى براهين يقينية، وإنكار الآخر ورفضه باعتباره على باطل مطلق
والدوجماطيقة ليست مذهبا فلسفيا أو دينيا، وإنما هي –في أكثر معانيها انتشارا- سمة وطريقة تفكير تتسم بها أي فرقة أو مذهب أو فلسفة تزعم امتلاك الحقيقة المطلقة بشكل شامل، ولا تقر بأنها قد تحتمل شيئا من الخطأ أو النقص، وتقطع بأن ما تحوزه من معارف ومعتقدات لا يقبل النقاش ولا التغيير، حتى وإن تغيرت الظروف التاريخية، أو السياقات المكانية والاجتماعية؛ فهي إذن مقدسة ومنزهة عن أي نقد، وعدم إخضاع هذه المعتقدات لفحص نقدي أو تحليلي يراجع الأسس التي تقوم عليها، ودون بحث في حدود وقدرات العقل المعرفية، فضلا عن عدم تمحيص الطرق التي توصل إلى المعرفة الصحيحة في كل لحظة تاريخية.
يواجه الفكر المعاصر خطر الاستقطاب من طرفين متنازعين، يتمثلان فى رؤيتين للغلو أصبح لهما الصوت الأعلى فى الجدل الجاري على مختلف الساحات، وفي العديد من الثقافات، وهما: تيار التطرف العلمانى وتيار التطرف الديني.. إذ يتحدث التيار الأول وكأن الله غير موجود، بينما يتحدث التيار الثانى وكأن الإنسان غير موجود ! بمعنى أنه ينزع من الإنسان كل فاعلياته ومسئولياته ومواهبه. التيار الأول جعل مرجعيته المادة وقيم القوة وطموحات الفردية، والتيار الثانى يفهم تعاليم الله على أنها تعاليم شكلية حرفية تتعلق بالظواهر أكثر مما تتعلق بالبواطن.....التيار الأول يقطع اي صلات تواصل بين السماء والأرض ومن ثم ينزع الأخلاق ببطء وينشر مباديء النفعية والمادية وهيمنة فكره علي الآخر ليتحول فكره العلماني بالتدريج من فكر صنع من أجل الأنسان لفكر يحارب الأنسان....فكما أدعي نيتشه بأن الله مات...فأننا علي مشارف موت الأنسان............التيار الثاني المتطرف دينياً يفهم تعاليم الله على أنها تعاليم شكلية حرفية تتعلق بالظواهر أكثر مما تتعلق بالبواطن، ومن ثم حوّلها من تعاليم للروح والجسد معا إلى تعاليم طقوسية (صلاة . صوم . زكاة .حج ) وقتل فلسفتها وفكرها التقدمي والمتحرك مع الزمن من حيث مباديء العدل (العدل هنا يشمل العدل الأجتماعي لتحقيق حياة آمنة والعدل السياسي لتحقيق معني المواطنة من حقوق وواجبات والعدل الثقافي من حض علي الثقافة والعلم) ومباديء الأحسان والتطوير
وكلا التيارين –رغم تعارضهما بل وتشاحنهما على الساحتين الثقافية والسياسية– يشتركان في مجموعة من السمات التى تجعل الصراع بينهما صراعا عقيما، هي: توهم الاستئثار بالحقيقة، ونفى الآخر، وقصور البصر والبصيرة، وثقافة التسلط، والانغلاق على نظام قيم معين بصورة نصية، وعدم الرغبة في فتح قنوات للحوار، وازدراء الرؤى المخالفة وتخوينها، وعدم السعي للبحث عن أرضية مشتركة. وهذه كلها ببساطة هي سمات الدوجماطيقية
الدوجماتية بمعناها السابق هي نقيض للعقل النقدي وهذا المعنى هو الذي أشار إليه الفيلسوف الألماني كانط في كتابه "نقد العقل المحض".....والعقل النقدي هنا هو العقل التنويري الذي يسعي دائماً لتطوير أساليبه المعرفية من خلال نقد الواقع ومن ثم القفز من مرحلة حضارية لأخري دون نبذ الماضي او تحطيمه ولكن تطويره...فلأنسان بطبيعته كائن متطور عقلياً ....ومن ثم حضارياً
من أهم السمات المميزة للدوجماتية السلطة المطلقة للآباء أو الأجداد أو المفكرين والعلماء...والسلطة هنا بمعني السلطة الفكرية فالآباء بمعتقداتهم الأجتماعية والمعرفية والثقافية يورثون تلك العادات لأدمغة أبنائهم عبر التنشئة الأجتماعية بغض النظر عن صواب او خطأ تلك المعتقدات.....والعلماء والمفكرين والفقهاء ( في مجال الدين)يفرضون أفكارهم ومعتقادتهم التي قد تكون معرضة للخطأ او الصواب. هنا يتمثل غياب العقل الناقد لأفكاره الذاتية المتمسك بأفكاره لحد ترقيتها لنصوص تحمل هالة القدسية التي ما أنزل الله بها سلطان......ويتجلي ذلك التفكير الدوجماتي في مقولة مثل مقولة ( الحق يعرف بالرجال ) وبهذا المعنى تكون الدوجماطيقية نظرية تقرها السلطة المعرفية (دينية كانت أم علمانية)، ويلتزم بها الأعضاء الواقعون تحت هذا السلطة، دون تمحيص أو برهان كاف. بمعني ان تتمثل السلطة في رجال يمثلون الأنموذج الحق وكل ما عداهم من أفكار تناقضهم هي ضرب من ضروب الباطل
وهذا الشكل ذكره القرآن الكريم، وانتقده عندما ذكر حجة الكافرين والمشركين في الدفاع عن عقائدهم الباطلة، فقال: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلاَ يَهْتَدُونَ} ( البقرة:170)....فتظهر هنا طريقة الكافرين الدوجماطيقية في تأكيد معتقداتهم بسلطة الآباء دون برهان عقلي، ودون اهتداء إلى طريقة التفكير السليم و ولذا قال الإمام عليّ: "إن الحق لا يُعرف بالرجال، ولكن يعرف الرجال بالحق".
لمحات تاريخية عن الدوجما
==========
من أكبر الممثلين للدوجماطيقية في القرن العشرين الأصولية الماركسية التي تزعم أن تعاليم ماركس ولينين هي مبادئ وقواعد مطلقة تصلح لكل زمان ومكان. والأصولية الماركسية تتسم بالجمود الأيديولوجي النظري، وهي سمة أي مذهب دوجماطيقي يرفض التجديد؛ حيث تصبح كتابات الآباء المؤسسين مراجع أقرب للنص المقدس.
نجد فلسفة هيجل في القرن التاسع عشر؛ حيث زعمت امتلاك الحقيقة المطلقة، وفسرت كل شيء بطريقة دوجماطيقية شاملة، واعتبرت نفسها الفلسفة المطلقة التي حازت كل معرفة بالحقيقة. بل يمكن القول بأن أكبر فلسفة اتسمت بالدوجماطيقية في العصر الحديث هي فلسفة هيجل.
أما عن الأسلام والدوجماتية فقد يتسع الحديث لضرب العديد من الأمثلة التي تمثل أقتراب الأسلام الشديد من طريقة التفكير النقدية ,فنري في القرآن الكريم آيات عديدة
{وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلاَ يَهْتَدُونَ} ( البقرة:170). وهذا أمر مستهجن وضد مبادئ العقل المنطقي وضد البداهة؛ لأن المعتقدات ينبغي أن تؤسس على براهين وليس على سلطة الرجال، وفي هذا المحك نري أن الأسلام قد جاء ليزرع التفكير النقدي في مجتمع بدوي كان أبعد ما يكون عن نقد ذاته وأفكاره وأعتماده المطلق علي تفكير القبيلة الجمعي وليس التفكير الفردي الحر وذاك ما يسمي الشك المنهجي هو مجرد خطوة في عملية التفكير نحو المعرفة المنضبطة، مثلما فعل إبراهيم عليه السلام مع عقائد قومه في الكواكب والنجوم؛ فقد شك فيها وفق مراحل ذكرتها سورة الأنعام : {فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَبًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لاَ أُحِبُّ الأَفِلِينَ * فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ * فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ * إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ} (الأنعام).....فالشك المذهبي هنا هو نقيض الشك المنهجي الذي يزعم بشكل يقيني -وهنا المفارقة- أن المعرفة غير ممكنة مطلقا يمثل دوجماطيقية سلبية؛ أي هي القفاز نفسه .. مقلوبا.
ومثل هذه الشكية المنهجية ليست دوجماطيقية على الإطلاق، على العكس من الشكية المذهبية التي تجزم بشكل يقيني دوجماطيقي بأن المعرفة غير ممكنة مطلقا! بل لقد سار إبراهيم -عليه السلام- على هذا النهج حين طلب البرهان وسعى له حتى في سؤاله لله تعالى: { رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى قَالَ أَوَ لَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي} (البقرة: 260)، وأراه الله البرهان بمعجزة ولم ينكر عليه السؤال، وكذا موسى حين سأل ربه أن يراه؛ فالعقل لا مصادرة عليه، وإنما تحميه في النهاية حدوده وسقف بشريته.
ومن أكبر النماذج الفقهية البارزة لمناهضة ورفض الدوجماطيقية المنغلقة الإمام الشافعي الذي اختلف مذهبه الفقهي في مصر عن مذهبه القديم في العراق، ومن بين أسباب هذا الاختلاف مراعاة ظروف الزمان والمكان.
الدوجماطيقية يرفضها كثير من علماء أصول الفقه الإسلامي الذين يراعون في تفكيرهم المصالح المرسلة، والضرورات، والاستحسان، وظروف العصر.....لكن من جهة أخرى يتسم بعض الفقهاء بهذه السمة الدوجماطيقية، حين يرفضون مراعاة ظروف المكان والزمان، ولا يأخذون بالمصالح المرسلة والاستحسان وغيرهما، وهو ما يحدث حين يغلب التقليد في الفقه على الاجتهاد
والقرآن يؤكد على إمكانية المعرفة ووجود معايير للمعرفة الحقة، وينتقد الأساليب الزائفة غير البرهانية، ويدعو للمعرفة التجريبية المبنية على النظر في الكون والآفاق والنفس، وغير ذلك من الأساليب التي توصل للمعرفة المنضبطة
الآثار السلبية في المجتمعات التي تغلب عليها الدوجماتية
==========================
المجتمعات العربية بصفة عامة من المجتمعات التي تخضع للتفكير الدوجماتي ويتمثل ذلك في الكبت الفكري الذي يعانيه الطفل منذ نعومة أظافره فهو يتلقي أفكاره المعرفية التي سيبني عليها فيما بعد طريقته في معرفة واقعه الشخصي وواقع مجتعمه والعالم عموماً من السلطة الأسرية والأبوية والمجتمعية بدون السماح لهامش من التفكير النقدي الحر......وعندما يبدأ في النضوج نجد السلطة الدينية تحيط به ليتلقي معرفته الدينية من تيار أحادي معادي للآخر بأعتباره كافر او فاسق او باطل وبذلك ينحي تفكيره عن التساؤل حول أسباب تقدمهم وتخلفنا ويصاب بأزدواجية أستغلال منتجات الآخر والأنبهار به من جهة والأبتعاد عن التفكير في كيفية أنتاج الآخر لهذا المنتج من جهة أخري
يقول الدكتور يحيي هويدي : رجل الشارع متعصب لآرائه إلى أبعد الحدود، لا يقبل أن يناقش آراءه ومعتقداته أحد، يعتقد في ذكائه المفرط وقدرته الخارقة على معالجة الأمور......وتلك فيما أري من آثار دوجماتية المجتمع التي تجعل الفرد قد ينقل تلك الدوجما والقداسة الي ذاته بدون شعور منه ليصبح عبداً لأفكاره ....ومن يعبد ذاته وأفكاره هو بالتأكيد أنسان فقد النزعة الأخلاقية وان نراه قد تمسك بالشعائر الطقوسية للدين....فهو قد يصلي ويصوم ويحج كل عام ولكنه فاسد أخلاقياً ومستعد لتوريث فاسده في نطاق أسرته ومجتمعه المحيط به
خاتمة
===
ما قصدته من توضيح معني الدوجماتية هو مزيد من التوضيح لفكرة التنوير التي تناولتها بتبسيط في التدوينة السابقة ووساعد في توضيحها أخي ومعلمي علان العلاني
فلنخرج من كهوفنا التي عكفنا فيها أمداً لننفض الغبار عن عقولنا التي نامت طويلاً لنستشرف أولي خطوات وسبيل النهوض من كبوتنا ألا وهي القرآة التأسيسية للأعمال الفكرية عبر تاريخ الفكر الفلسفي من فلسفة يونانية عبوراً بالفلسفة الأسلامية ممثلة في ابن رشد وعملاقة التصوف الأسلامي كأبن عربي و النفري وفريد الدين العطار لنتوقف عند المحطات المعاصرة من للفلسفة الغربية
خالص مودتي وتحياتي
Saturday, October 14, 2006
ما الأنوار ؟؟
**********
سؤال سأله الفيلسوف الألماني الأشهر كانط صاحب (نقد العقل الخالص)...عام 1784م
كانط : الأنوار هي حالة خروج الأنسان من قصوره الذي هو نفسه مسؤولاً عنه.والقصور هنا هو عجزه عن أستخدام عقله دون أشراف الغير.....فالعيب ليس في عقله بل في الأفتقار الي الشجاعة والقرار في استعماله دون أشراف الغير
==============================
مطاع صفدي (نقد العقل الغربي) 1990م
التنوير هو فعالية أجتماعية كفاحية تتطلب منازلة الظلام في وضح النهار
Wednesday, October 04, 2006
متابعات حول أمركة التاريخ.....1
==== ===== ===== ===== =====
america under attack
من جريدة اوبزيرفر "كيف استطاع تجار الرعب الأمريكيون أن يحققوا جوائز بـ 130 مليار دولار ؟
وأشارت إلى أن المؤسسات الفدرالية التي كانت تستحوذ على العقود الخاصة بالأمن بأمريكا لم تكن تتعدى قبل سبع سنوات تسع مؤسسات، لكنها وصلت عام 2003 إلى 3512 مؤسسة وهي الآن 33890 مؤسسة، والمبالغ التي ضخت بهذا القطاع خيالية، إذ بلغ حجم التعاقد فيها 130 مليارمنذ عام 2000
الحرب على الإرهاب عبر العالم، قتلت 62006 شخصا وحولت 4.5 ملايين شخص إلى لاجئين.. وكلفت الولايات المتحدة وحدها ما يزيد عن المبلغ اللازم لقضاء ديون كل الدول الفقيرة بالعالم.
أفعال القاعدة قوت مبررات أولئك الذين كانوا دوما يعتبرون أن الهدف الأسمى للمجتمعات الحديثة لا يمكنه بعد الآن أن يكون "الحرية" بل "الأمن". وبالمناسبة حث أعضاء مجموعة "علماء 11 سبتمبر من أجل الحقيقة" الكونغرس على إعادة فتح التحقيق وقالوا إنهم جمعوا مجموعة كبيرة من الأدلة العلمية لإثبات وجهة نظرهم في الهجمات الإرهابية.
مجموعة "علماء 11 سبتمبر من أجل الحقيقة":
تجار حروب بالبيت الأبيض دبروا هجمات سبتمبر
عبر حوالي 75 شخصية من كبار العلماء وأساتذة الجامعات عن قناعتهم بأن هجمات 11 سبتمبر دبرها بعض تجار الحروب في البيت الأبيض لتبرير غزو واحتلال الدول العربية الغنية بالنفط.
لكن هذه المجموعة من العلماء قالوا إن تحقيقاتهم لا يمكن تجاهلها، وإن لديهم أدلة تشير إلى وقوع واحدة من أكبر المؤامرات التي ارتكبت في العالم على الإطلاق.ويقول البروفيسور ستيفن جونز، أستاذ الفيزياء في جامعة بريغهام يونج في يوتاه، إن الرواية الرسمية للأحداث أكبر تمويه في التاريخ.
وقال "لا نصدق أن 19 خاطفاً وبعض الآخرين في كهف في أفغانستان فعلوا هذا الشيء وحدهم. إننا نتحدى نظرية المؤامرة الرسمية هذه وسوف نصل إلى حقيقة ما جرى".
وقد كتب هؤلاء العلماء مجموعة من المقالات التي تؤيد كثيراً من نظريات المؤامرة التي انتشرت على الإنترنت خلال السنوات الخمس الأخيرة، وهم يعتقدون أن مجموعة من المحافظين الجدد في الولايات المتحدة تسمي نفسها "مشروع قرن أمريكي جديد"، تسعى إلى السيطرة على العالم، رتبت هجمات 11 سبتمبر لتتخذها ذريعة لضرب العراق وأفغانستان وفيما بعد إيران، ويقول العلماء إن الأدلة العلمية عن الهجمات على مركز التجارة العالمي والبنتاغون تعطي براهين ثابتة على ادعاءاتهم. وقال جونز إن برجي التجارة مثلاً كان يستحيل أن ينهار بالشكل الذي حصل بسبب اصطدام طائرتين بهما، وإن وقود الطائرات لا يحترق بدرجة حرارة عالية كافية لإذابة الفولاذ، وإن اندفاعات أفقية من الدخان ظهرت خلال الانهيار تشير إلى تفجيرات معدة سلفاً تحت التحكم استخدمت لهدم الأبراج.
كما يدعي العلماء أن مركز التجارة العالمي رقم 7 لم يصب إلا بأضرار جزئية، ولكن كان يجب تدميره لأنه كان يحوي مركزاً سرياً لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية.
يقول المسؤول السابق في البيت الأبيض ووزارة الخارجية جيمس دوبينز الخبير في الشرق الأوسط "بعد خمس سنوات من اعتداءات 11 سبتمبر، نجحت الدبلوماسية الأمريكية في عزل الولايات المتحدة بدل عزل الإرهابيين".
وقدمت الولايات المتحدة تشكيل حكومة ديمقراطية في افغانستان بعد هزيمة حركة طالبان على أنها الانتصار الأول لتحالف واسع كان يفترض أن ينجز الأمر نفسه، في العراق وإيران وفي النزاع الفلسطيني الإسرائيلي.
لكن حكومة الرئيس حميد كرزاي لم تتمكن من وضع حد للهجمات المتكررة لحركة طالبان وأنصار تنظيم القاعدة، وذلك رغم انتشار عدد كبير من قوات حلف شمال الأطلسي والولايات.
أما العراق فهو، على حافة الحرب الأهلية، مع الاعتداءات اليومية وأعمال العنف الطائفية، ودخلت إيران في صراع قوة مع الغرب حول ملفها النووي التي عزز موقفها النفوذ المتزايد لحلفائها الشيعة في المنطقة.
وتصاعد أخيرا التوتر بين إسرائيل والدول العربية بعد النزاع في لبنان وغياب أي تقدم في عملية السلام مع الفلسطينيين وفي ظل هذا المشهد الدبلوماسي القاتم، تجد إدارة الرئيس جورج بوش نفسها معزولة أكثر فأكثر.
ثلاث نظريات
نشرت الجريد السويسرية الليبرالية "تاغس أنتسايغر" تحليلا للمؤرخ السويسري دانيال غانسر، قال فيه إن هناك ثلاث نظريات لتبعات تلك العملية قادت جميعها إلى "تعجيل الولايات المتحدة في التسابق مع كل من روسيا والصين في الاستيلاء على أكبر قدر ممكن من النفط في العالم، وبالتالي فإن الحرب الأمريكية ليست لتصيد الإرهابيين ولكن لوضع اليد على أكبر قدر ممكن من موارد الطاقة".
أما النظريات التي تقف وراء أحداث سبتمبر فقد لخصها المؤرخ في أنها "إما أن تكون من تنفيذ القاعدة بالفعل، أو أن الإدارة الأمريكية كانت تعلم أن القاعدة ستفعل شيئا ما ضدها، وأدركت مسبقا تفاصيل الخطة وتركتها تحدث، لتبدأ منها ذريعة الحرب والتحرك كيفما تشاء". وهذا ما يتفق مع المعلومات الأكيدة حول معرفة الأستخبارات المركزية لمعلومات واماكن كان يقطنها ويرتادها اعضاء في القاعدة بداخل امريكا بدون ان تحرك ساكن
أما النظرية الأخرى فهي أن العملية من تدبير البنتاغون أو المخابرات الأمريكية للتضحية بثلاثة آلاف نفس بشرية في سبيل الوصول إلى الأهداف الخفية للإدارة الأمريكية.
ويربط غانسر بين تصريحات كبار الساسة الأمريكيين بعد أحداث سبتمبر سواء في واشنطن أو من ذهبوا إلى العراق، ويخلص في تحليله إلى أن البحث عن موارد الطاقة هو ما تريده واشنطن بالفعل.
وقود الطائرات لا يذيب الفولاذ
من خلال تحليلات تسجيلات الفيديو لارتطام الطائرتين أظهر الدكتور إدواردو كاوسل، أستاذ الهندسة المدنية بمعهد مسوشستس للتكنولوجيا بأمريكا، أن سرعة الطائرة الثانية لحظة ارتطامها بالبرج الجنوبي كانت 865 كم/ساعة، وسرعة الطائرة الأولى كانت 705 كم/ساعة، ومن المعروف أنه توجد علاقة مباشرة بين كل من سرعة الطائرة لحظة الارتطام وقوة الصدمة، والزمن الفاصل بين الارتطام والانهيار، ومستوى الارتطام في البرج الشمالي كان يعلو مستوى الارتطام في البرج الجنوبي بـ 15 طابقا. ورغم كل الفرضيات والحدسيات لا يعرف ما إذا كان الانهيار قد بدأ بالأعمدة المحيطية أم بالجذع المركزي، وربما اجتمع أكثر من عامل من هذه العوامل. وقد يكون انهيار أحد سقوف طابق أدى إلى انبعاج الأعمدة المحيطية به بالخارج، هذا التدمير وحده ليس كافيا لتبرير انهيار البرجين بالطريقة التي شاهدناها، لكن انتشار النار بالطوابق العليا، جعل الفولاذ يصبح أقل قساوة عند درجات هذه الحرارة العالية. فانثنى.
هذه الرواية تبدو لأول وهلة منطقية وتعليلية، لكن الخبراء لهم نظرتهم الفاحصة والمنطقية لكل شيء في مسرح الكارثة.
شوهدت كميات ضخمة من المعدن المصهور فوق الأرض بين أنقاض الهياكل المعدنية للبرجين ومركز التجارة العالمي، وقد نشرت عدة ملاحظات على هذه المعادن نشرها بعد عام من الكارثة الدكتور كيث ايتون في مجلة، فقد شاهد صورا لهذه المعادن المنصهرة، فظهر منها ما هو ما زال موقدة حمراء بعد أسابيع من الحادثة، وكانت المصهورات كونت بحيرة معدنية منصهرة، لأن الأرض تحتها كانت ملتهبة، وشوهدت ألواح من الصلب سمكها 4 بوصة، وقد انتزعت والتوت بسبب الانهيار للمباني الضخمة.
وبعد 6 شهور من يوم 11 سبتمبر ظلت الأرض هناك تتراوح درجة حرارتها بين 600 - 1500 فرنهيت. وخلال الأسابيع الأولى كان العمال ينتزعون عوارض الصلب، وكانت أطرافها تقطر صلبا منصهرا ومازال لونها برتقاليا محمرا بعد 6 أسابيع من 11 سبتمبر، فهي أشبه بالحمم البركانية في قلب البركان والتي تظل ساخنة ومنصهرة لزمن طويل، طالما أنها معزولة تحت الأرض والصلب ينصهر فوق 2000 درجة مئوية. لكن كانت تقارير الحكومة تبين أن حرائق المباني لم تكن كافية لصهر دعامات الصلب، فمن أين جاءت بركة المصهورات؟، فكل التقارير الرسمية لم تجب على هذا الغموض، مما جعل هذا لغزا محيرا حول كيفية انهيار المباني الشاهقة.وهذا ما أكده البروفيسور توماس ايجر من أن حريق مركز التجارة العالمي لا يصهر الصلب ولم يتسبب في انهيار المبني رغم أن وسائل الإعلام وكثير من العلماء يعتقدون أن الصلب انصهر، لأن وقود الطائرات يشتعل عند درجة 1000 درجة مئوية والصلب ينصهر عند درجة 1500 درجة مئوية.
كان حطام الصلب يزن 185101 طن، وقد أرسل ليعاد تصنيعه دون فحص 80٪ منه جيدا ولم يعط فرصة للخبراء لفحصه للتعرف على أسباب الانهيار للبرجين التوأمين واكتفت سلطات المدينة المنكوبة في التحقيق بالصور وشرائط الفيديو وروايات شهود العيان.
مبنى البنتاغون
إرتطمت طائرة بالجانب الغربي لمبنى البنتاغون وسقطت الطائر ة الرابعة قرب بيتسبرج ببنسلفانيا ولم تلتقط صورة واحدة للطائرة التي ادعت أمريكا أنها سقطت ونشرت صورة حفرة دائرية مخلفة عن صاروخ مجهول ولم يعثر على حطامها، وكانت السلطات الأمريكية قد أعلنت أنها كانت في طريقها لضرب البيت الأبيض بواشنطن
وطبقا للسرية التي أحيطت بأحداث 11 سبتمبر وقلة الشواهد التي تدل على أن مبنى النتاغون ارتطمت به طائرة ركاب نفاثة بالجدار الحجري المقوى بالإسمنت المسلح. وكل الصور التي التقطها المصورون بالمباحث الفيدرالية لموقع الارتطام بالبنتاغون أظهرت بوضوح أن ثمة قطعة من مروحة توربينية صغيرة القطر أمكن التعرف عليها بسهولة، ويعتقد البعض أن البنتاغون لم يدمر جانبه بطائرة بوينغ 757 ويرى المؤمنون بنظرية المؤامرة أن الهجوم ربما كان من طائرة حربية.
من خلال الصور شوهدت أن تفجيرات البنتاغون كانت من داخل المبنى لحظة ارتطام الطائرة. من على بعد 77 قدما من الحائط الذي ارتطمت به الطائرة، ولم يكن هناك في موقع الاصطدام بمبنى البنتاغون أي أثر لارتطام طائرة من طراز 575. وكانت المخابرات الأمريكية قد سحبت كاميرات التصوير من فوق المباني المواجهة لمبنى البنتاغون والكاميرات حول مبنى البنتاغون لم تصور أي طائرة قادمة باتجاهه. حتى الصور التي بثتها الصحافة وشرائط الفيديو بينت أن فتحة الارتطام كانت 65 قدما وجناحي الطائرة بوينغ 757 طول عرضهما 160 قدم من الجناح إلى الجناح وفوق هذه الفتحة كان سقف البنتاغون لا يزال قائما لم ينهار حتى وصول رجال الإطفاء الذين أبدوا دهشتهم ولاسيما أن الحديقة حول المبنى ظلت كما هي منسقة لم تمس. لكن طائرة البوينغ 757 لها ماكينتان كبيرتان، كل واحدة قطرها 9 قدما وطولها 12 قدما ومقدمة المروحة قطرها 78,5 بوصة، وهذه القياسات لم تر في صور المبنى، لهذا الناس لم يصدقوا الرواية الرسمية من أن طائرة البوينغ لم ير أحد عجلات هبوطها في مكان الحادث، وأن ثمة 5 صور فصلت من فيلم فيديو التقطه الكاميرات الأرضية المثبتة بمبنى البنتاغون بينت أن ثمة جسم أبيض صغير يقترب من مبنى البنتاغون وأحدث انفجارا شديدا مدويا عند الارتطام به، ولم تر طائرة في الصور ولاسيما وأن طائرة البوينغ وزنها 60 طنا، ولم تظهر في شرائط الفيديو التي التقطتها كاميرات البتاغون والتقطت هذا الجسم الصغير، وكان أحد الذين شاهدوا الواقعة قد صرح لصحيفة واشنطن بوست الشهيرة أن الطائرة كانت صغيرة وصوتها أشبه بصوت طائرة مقاتلة نفاثة لا يمكن أن تحمل أكثر من 12 راكبا بأي حال من الأحوال. والذين قالوا إنها طائرة صغيرة أو طائرة بدون طيار من طراز جلوبال هوك التي تسببت في الهجوم على البنتاغون من خلالها يمكن التعرف على القطعة التي ظهرت في الصور وتحديد نوع الطائرة التي هاجمت البنتاغون، فطائرة جلوبال هوك لها ماكينة واحدة قطرها 43.5 بوصة وتطير بدون طيار وتوجهها الأقمار الصناعية.
لا اورد هذه الأمور تأييداً او نفياً للنظرة التآمرية ولكني اوردتها هنا لأنها كانت البداية الحقيقية لواحدة من احقر الحروب تاريخياً والتي قلبت وجه امريكا وخلعت قناعها لتبرز وجهها الأستعماري الحقيقي ونواياها الأستعمارية التي لا ينكرها حتي من ينكر التآمر في احداث 11 سبتمبر...تتابع الأحداث بعد 11 سبتمبر كان متلاحقا وسريعا بحيث لم يسمح بفرصة كافية للتحليل والتساؤل....لماذا يحدث كل هذ؟؟.....أيمكن ان يكون رد الفعل الطبيعي لتلك الهجمات هو احتلال افغانستان واحتلال العراق بتهمة امتلاك اسلحة دمار شامل ولصلتها بالقاعدة وهو ما ثبت عدم مصداقيته بعد الحرب......أم ان القضية هي فعلاً صناعة شرق اوسط جديد ؟؟
شرق أوسط يتيح المجال للهيمنة الأمريكية ويتيح لسرطانها العبري وحليفها الأساسي مزيد من الأمن وخير شاهد علي ذلك هي الحرب الأخيرة ضد لبنان....او بالأحري ضد أحد الجيوب التي تهدد مشروع الهيمنة الأمريكي وهو حزب الله ومن ورائه العملاق القادم أيران
Tuesday, September 26, 2006
So, so you think you can tell Heaven from Hell,blue skies from pain.
Sunday, September 24, 2006
_________________________
على ضفاف الوهم المتبدد-- متاهة السبيل وإنتاج الأسئلة
http://baynalkitabah.blogspot.com/2006/08/blog-post_17.html
لنعد الي جوهر الموضوع:بدل هذه الفوبيا تجاه ايران، والتي ركبت بعض الدول العربية ومشايعيها، علينا ان نفكر عقلانيا في طبيعة التناقضات القائمة بالمنطقة.ان مقولة الحرب بالوكالة التي ورثناها عن زمن الحرب الباردة، مقولة سطحية ومضللة لا في الماضي ولا في الحاضر، ان أغنتنا عن التحليل الملموس للواقع الملموس في كل حالة حالة. فلا أظن ان أحداً يجادل علي سبيل المثال لا الحصر، ان الثورة التحررية ـ الفيتنامية هي ثورة وطنية أصيلة، رغم تحالفها الايديولوجي والسياسي والمادي مع الاتحاد السوفياتي ومع الصين، في وقتها.لذلك، كان ينبغي طرح بعض الأسئلة علي مكنونات هذا النفوذ الايراني الذي يخشاه بعض العرب، والذي يتداولونه بخطاب عدائي، وكأنه يحمل في ذاته العداوة بالبداهة.ومن هذه الأسئلة: هل هذا النفوذ، سياسي أم اقتصادي أم عسكري؟ واذا كان سياسيا، وهو الممكن فقط، فهل سيأخذ شكل وصاية جديدة علي لبنان، بضوء أخضر دولي كسابقه، أم هو مجرد تحالف سياسي تتفاوت درجات الندية والاستقلالية فيه مع أطراف عربية بحسب طبيعة كل منها؟ وفي كل الحالات، أية وظيفة يخدم هذا التحالف من زاوية الصراع العربي ـ الاسرائيلي؟ وهل هو نفوذ اقتصادي يطال الثروات العربية أو مجرد تنافس تجاري في زمن العولمة هذا؟ أم هو نفوذ عسكري (...) أو مجرد توازن عسكري مختل (...) ومع حساب التحالفات العسكرية القائمة بين هذه الأنظمة العربية والولايات المتحدة و.. و؟الشيء الوحيد المؤكد ان مروجي هذه الفوبيا من النفوذ الايراني لا يفصحون بالمرة عما يخشونه بالضبط! أعتقد ان السؤال المفتاح لفهم هذه الفوبيا العربية من ايران يبدأ من التالي: لماذا كانت جل الدول العربية في النظام الرسمي مطمئنة ومتحالفة مع ايران الشاه المتحالف بدوره مع اسرائيل وأمريكا... ولماذا أصابها الذعر بعدما صارت ايران الثورة الاسلامية ، فتحمست للحرب ضدها، ومولتها لسنوات، وجعلت عداوتها في المرتبة الأولي فوق كل التناقضات الأخري؟! ما الجديد اذن، اذا كانت ايران هي نفسها في الحالتين: الفارسية، الشيعية، المحتلة لجزر عربية، الأقوي اقتصاديا وعسكريا في المنطقة؟عند المعاينة يظهر ان الجديد المرعب، أمران:الأول: ان النظام الايراني لم يفقد بعد عنفوانه الايديولوجي ذا المنزع الديني التحرري، رغم ما قد نقوله عن بعض جوانبه المحافظة. قلت لم يفقد بعد ، فهو كأي نظام خرج من أحشاء ثورة شعبية عارمة، يمر حتما من التناقض بين براغماتية الدولة و ايديولوجية الثورة ... هذا الجانب الايديولوجي الديني التحرري الذي لا زال يفعل بقوة في دينامية النظام وتشكله، هو الذي يرعب الأنظمة العربية القائمة علي ايديولوجية دينية متأخرة وجامدة.الثاني: في مخاض هذا العنفوان الايديولوجي، لا زالت القضية الفلسطينية تحافظ علي نفس المكانة العقيدية التي نشأت عليها الثورة.ولأن القضية الفسلطينية هي بؤرة الصراع في المنطقة، عربيا وأمريكيا واسرائيليا، فان دخول ايران في الصراع من هذه البوابة، وبحجمها الكبير والقوي، يخربط كل التوازنات التي أقامها النظام العربي الرسمي، مع أمريكا، وحاول بناء استقراره عليها..اذا صح هذا التصور، فهل من المصلحة القومية ان نعادي ايران؟أبداً، فالعكس هو الصحيح... بل ان الأنظمة العربية نفسها ستكون مضطرة في دينامية التوازنات الجارية، ان تطور لمصلحتها، أوضاعها الداخلية وشرعيتها الايديولوجية، ان هي أرادت الاستمرار....لكن، رب معترض يقول: وماذا عن الدور الايراني في العراق المتواطئ مع الاحتلال الأمريكي؟ في جواب مختصر، لا بد من التنبه لثلاث ملاحظات: أولا، ان التحالف لا يعني في الأغلب التطابق في كل القضايا، ولذلك هناك ضرورة لترتيب الأولويات. ثانيا التواطؤ في العراق هش وتناقضي وقابل للانكسار في أية لحظة. ثالثا هناك مسؤولية كبيرة تتحملها النخبة الشيعية الحاكمة العراقية بوعيها المتخلف، والذي لا يقارن مع وعي قيادة حزب الله.لم نتطرق لحالة سورية في هذا المجال، لأنه اذا كنا في الحالة الايرانية أمام فوبيا، فاننا في الحالة الأخري أمام جذبة هستيرية، سرعان ما سيستفيق منها المريض ليري بوعي صالح المصالح المشتركة المتينة التي لا يمكن اغفالها بالمرة...المغالطة الرابعة: هل المقاومة تُناقض بناء الدولة القوية الديمقراطية؟ربما كان موضوع العلاقة بين الحفاظ علي المقاومة وبناء الدولة القوية الديمقراطية، الاشكال الوحيد الموضوعي في كل السجال السياسي الدائر، شرط ان نجرده من بقايا الهواجس الطائفية ومن التوظيفات السياسوية والديماغوجية.فالمقاومة، بقامتها الحالية، وباللون الخاص التي هي عليه، كانت الوليد الشرعي لتركيبة المجتمع اللبناني، ولسيرورة تطوره في ظروف ذاتية حالكة وكسيحة مرَّ منها الكيان اللبناني دولة وشعباً...وبدحرها للاحتلال الاسرائلي، وبتحريرها للجنوب، كسبت المقاومة شرعية وطنية نالت بفضلها تأييد واحتضان كل الوطن. فصارت خلال مسارها النضالي القوة الجاذبة والمنمية لميولات الوحدة المجتمعية، بعد التشظي الذي عاني منه الكيان اللبناني خلال الحرب الأهلية. لم تكن المقاومة اذن تمرداً علي الدولة ولا كانت نقيضا لها، بل هي جزء منها وبانية لها. لذلك، فان التغاضي عن هذه الحقيقة التاريخية، والقفز فوق هذه السيرورة الموضوعية، لا يمكنه الا ان يؤدي الي استصدار أحكام وتصورات في غير محلها، تقود في النهاية الي افتعال أزمة مجتمعية غير قابلة للحل.لو أمعنا النظر عميقاً في العوائق الفعلية الكابحة، التي جعلت الاشكال يظهر وكأنه تناقض بين الدولة والمقاومة، لوجدنا ان العائق الفعلي ليس المقاومة، بل النظام السياسي الطائفي الذي يكبح توليد علاقة سلسة وانسيابية وسوية بين الدولة والمقاومة. فالتناقض الحق، هو ذاك التناقض الخفي، بين الفعل الوطني التوحيدي للمقاومة، والفعل التجزيئي للنظام السياسي الطائفي، الماسك أيضا برقاب الدولة والمضعف لها في نفس الآن.والحال، ليس أمام اللبنانيين في هذا الواقع المعقد، سوي الحوار الجماعي للوصول الي استراتيجية دفاعية موحَّدة، تدمج فضائل المقاومة التي أعطت البرهان القاطع علي فعاليتها في ردع أي عدوان اسرائيلي محتمل، مع تعزيز قدرات الجيش الوطني وجهوزيته التسليحية خاصة في القطاعات التي لا تستطيع المقاومة تغطيتها في مجالات التسلح الجوي والبحري... الخ.ان الاتفاق علي استراتيجية دفاعية موحَّدة، ليس الا جانب في بناء الدولة القوية الديمقراطية. والحــــق، ان هذا المطمح الذي آن أوانه بعد كل الحروب والتجـــارب التي عاشها لبنان، لن يصير قريب المنال الا اذا شرعت النخبة السياسية اللبنانية جديا في الخروج من شرنقة النظام الطائفي نحو مجتمع المواطنة ودولته الوطنية.فالحديث عن التطبيق الصارم لاتفاقية الطائف، التي كثر الجهر بها، بعد ان تجرجر تطبيقها عنوة بتواطؤ بين النخبة نفسها، ينبغي ان ينصب علي هذه القضية المسكوت عنها بالذات، لا علي نص يطالب بحل المليشيات، والذي لم يكن أصلا علي مقاس المقاومة الوطنية. ذاك هو معيار الجرأة السياسية والارادة الحقة في الاصلاح وفي اعتاق لبنان والخروج به من الدوران الدائم في حلقات مفرغة.
محمد حبيب طالب
كاتب من المغرب
Friday, September 15, 2006
كارل بوبر......فيلسوف العلم
__________________
المعرفة فعالية تطورية معقدة، تبدأ من وضع الفرضيات التي تتعرض بطريقة الدحض والتكذيب ثم الحذف او التعديل الذاتي الى درجة عالية من اليقين “كارل بوبر
1902-1994
من مواليد فيينا بالنمسا، درس الفلسفة في نيوزلندا، ثم عمل استاذا للمنطق ومنهج العلم في لندن، من ابرز مؤلفاته” المعرفة الموضوعية ـ bjectine Knowlidge “ و“ عقلانية العلم The Rationalty “ اثارت طروحاته العلمية علماء بارزين، كما ان لها اهمية كبيرة في التطورات العلمية والمعرفية حاليا وعلى المستقبل المنظور.. وقد حدد بوبر في فلسفته للمعرفة العلمية اربعة مفاهيم، هي:اولا/ طرح نظريته” مصباح البحث “ كبديل للنظرية المعرفية الكلاسيكية، التي سماها” نظرية الدلو “ التي تعتمد على فكرة ان الذهن يبدأ بالاساس كصفحة خالية او كحاوية فارغة، ثم تتراكم المعرفة بواسطة الخبرة، عبر الحواس التي تصب في الحاوية، وبالاستمرار يزداد المحتوى المعرفي.. اما الاخطاء التي تحصل، فهي بسبب سوء التعامل مع المعطيات.ويرى بوبر ان هذا التصور هو اختراع من قبل فلاسفة متفائلين، وما يحصل فعلا انه لا يمكن للمعرفة ان تبدأ من الصفر، لذا فنحن متلقون سلبيون للاشارات الخارجية فالمعرفة عند بوبر وفق نظريته (نظرية مصباح البحث) هي فعالية معقدة، تبدأ بالتساؤل او بالتوقع، وانها اساسا معرفة تطورية، تعتمد على المحاولة وعلى ازالة التوقعات الخاطئة، انها معرفة نقدية.
وفي رأي بوبر ان الفرضيات تتنافس ووضعها على المحك والاختبار يعني ان النظريات الخاطئة يتم تكذيبها وبالتالي فشلها او الغاؤها، وما يبقى هو ما يصمد، المعرفة عند كارل بوبر هي معرفة تطورية منتخبة طبيعياً
يرقض كارل بوبر المنهج الأستقرائي ويضع المنهج الاستنتاجي....في ذلك يضرب مثل ان الشمس تشرق كل يوم وشتظل تشرق كل يوم في حين من يذهب للقطب الجنوبي او الشمالي يجد الامر ليس كذلك ...لذا قالشمس لا تشرق كل يوم...من هنا يري بوبر ان الاستقراء وحده غير كافي اي التكرار غير كافي لوضع حقيقة علمية والبديل هو الاستنتاج العلمي من مجموعة فروض
قسم بوبر العالم الي ثلاث عوالم متبادلة متفاعلة التاثير وهي
ـ العالم (1) ـ هو عالم الاشياء الطبيعية او الفيزيائية.
ـ العالم (2) ـ هو عالم الحياة الذهنية والتجربة الذاتية، بضمن ذلك حالات الوعي والاوضاع النفسية والحالات اللاوعية
ـ العالم (3) ـ هو عالم محتوى الفكر ونتاج العقل البشري، وهذا يضم الروايات والاساطير والاداب والنظريات العلمية والمؤسسات الاجتماعية والاعمال الفنية، اي كل ما هو من صنع الانسان، وبعض هذه النتاجات تمثل اجساما مادية، مثل النحت واللوحات والكتب، ويعتقد أ.د محمود حياوي حماش ان عالم (3) يأخذ الان مستوى جديدا فيكتسب واقعا موضوعيا واستقلالا نسبيا، وهو يؤثر على العالمين الآخرين، فالوعي الذاتي يتأثر بما يتضمنه هذا العالم من معلومات ونظريات تتحكم في وعينا ومعرفتنا عن انفسنا ونظرياتنا عن اجسامنا واستمرارها في الوجود.
ما اراه المحك هنا هو مدي ارتباط العوالم الثلاثة بغض النظر عن مدي دقة تصوير بوبر لهم.....ففي ثقافتنا العربية نري ثمة تفسخ واضح بين العوالم الثلاثة.لست هنا بصدد شرح سيرة ذاتية او فكرية لبوبر ولكني اردت ان افرق بين فهمنا الثقافي العربي لمعني المعرفة التراكمي وبين واقعنا الحالي من اهمال لقيمة المعرفة وتثبيت قيم معرفية بأعتبارها حقائق ثابتة لا تقبل النقد......فبرغم اتساع رقعة العالم الثالث الذي وصفه بوبر وهو عالم محتوي الفكر ونتاج العقل البشري وانتقاله من مجرد ثقافة منقولة ورقياً عبر الكتب والدراسات الاكاديمية لمرحلة الوسائط المتعددة وشبكة الانترنت (بما فيها من انفتاح فكري رهيب ابسط امثلته هو ظاهرة التدوين التي ما زالت تمر بمراحلها الاولي) نجد ان قيمنا المعرفية الموروثة كعامل قيد يمنعنا من تطوير وسائلنا المعرفية لانتاج حداثة معرفية جديدة خاصة بنا لا تنافي قيمنا الاخلاقية واعلاء قيمة العقل والحرية......وهذا ما اراه يقع علي كاهل مثقفي هذا العصر من التنظير لعقل معرفي عربي يستطيع مجابهة الحداثة الغربية
Tuesday, September 05, 2006
أريش الفريد.......شاعر يهودي ...ولد في فيينا عام 1921 وتوفي في المانيا عام 1988 ومثل غيره من اليهود اضطر في عام 1938 الي ان يهرب من وجه النازية واستقر به المقام في لندن....حيث عمل في هيئة الاذاعة البريطانية....لكن....بعد خمسين سنة تفرغ للشعر حتي لفظ أنفاسه الأخيرة
محمد أبو رحمة...مترجم موهوب ألتقط شعر اريش الفريد وترجمه ونشره في كتاب بعنوان اسمعي يا اسرائيل.....ملخصا صوت صاحبه وهو ينذر الدولة العبرية بالتفتت والتفكك.....فمن عاش بالسيف ...مات بالسيف
وبدون الأفراط في الكلام تعالوا لنغوص في هذا الشعر الراقي
يسمونني خائنا ...لشعبي.....يسمونني يهوديا معاديا للسامية.....لأني اتكلم عما يفعلونه باسم اسرائيل .....ضد الفلسطينين ....وضد عرب آخرون..... وأيضا ضد يهود ....اسكتوا للابد...وذات مرة فيما بعد....بعد انتهاء هذا الجنون....سيشرع اليهود الباقون في البحث عن أثر يهود.....لم يشاركوا ....وانما حذروا ....ولكن الأهم....هل سيوجد في فلسطين يهود أحياء؟؟؟
____ ____ _____ _____
وفي المخيم الكبير قريبا من غزة......هناك رجال مسنون....لم يعودوا يقوون ....علي رفع ارجلهم للسير.....نساء منشغلات دوما.....بتدبير شئون الحياة......في مثل هذه المخيمات والأطفال .....ذوو الأبدان الهزيلة.....والملامح القديمة....ان ضحكوا ....لم يطمئنوا......وهم متأهبون دوما للقرار.......وهكذا كان حال اليهود .....في جينو وارسو......وفي المعسكرات.....ولكن شباب الصابرا......لم يروا الصورة القديمة.....فهل كان هذا لحسن ....او لسوء حظهم؟؟؟
____ ____ _____ _____
تعال يا .....شعب اسرائيل....اصعد من أثمك......دع عنك هذا .....ما يجعلك اضحوكة الشعوب......وكذا من يتوددون....امامك من أجل مصالحهم....يحكون انوفهم ....خلفك ....هازئين.....هاكم شعب الكتاب المقدس.......محب للأنتقام.....جشع ......مثل أي شعب......في العالم العريض الدامي.........تعال يا شعب اسرائيل......ابتعد عن اثمك......مازالت الفرصة مواتية للعودة......وان كانت شاقة......ولن يقودكم للذهب او للكنوز الوفيرة.....وانما الطريق الوحيد.......هو طريق التكفير عن الآثام......كذا انبياؤك.......في العصر القديم......اسمعوك كلمات قاسية......لم ينافقوك......وانت لم ترحمهم جميعاً......وانما احيانا.......استمعت اليهم.....وان كنت لم تطل الا نادراً.......وانت تعرف نفسك.......الي اين يقودك طريق آثامك........الذي تمضي به وتعبده للجيوش......طريق غطرستك......الذي ينمو فيه خوفك الخفي.......علي نحو أسرع.......من شجاعتك الصاخبة.......ومن عدد عتادك........وأنت تعلم نهاية......من جعلت افعاله واقواله.....كل من حوله اعداء له.........وان لم تكن نهايته اليوم فغداً......وان ل تكن غداً فبعد غد.....وان لم تكن بعد غد ففي زمن ابنائه واحفاده